اجتماع مجلس الوزراء السعودي برئاسة الملك سلمان: تعزيز العلاقات الدولية والتنمية المحلية
رأس خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله- الاجتماع الذي عُقد اليوم في مدينة جدة بحضور أعضاء مجلس الوزراء. وفي بداية الجلسة، أعرب الملك عن شكره للرئيس الأمريكي دونالد ترامب لاستجابته لدعوة زيارة المملكة، مشيدًا بالنتائج المثمرة التي نتجت عن المحادثات بينه وبين ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. وأكد الملك أن هذه النتائج ستسهم في تعزيز العلاقات الثنائية وتطوير التعاون في مجالات حيوية متعددة، ما يعزز التكامل الاقتصادي بين البلدين الصديقين.
في هذا الإطار، أشار مجلس الوزراء إلى القمة السعودية الأمريكية التي تم خلالها توقيع وثيقة الشراكة الاقتصادية الاستراتيجية بين الحكومتين، بالإضافة إلى تبادل العديد من الاتفاقيات والمذكرات التي تعكس عزم المملكة توسيع استثماراتها وزيادة علاقاتها التجارية مع الولايات المتحدة بمبلغ يتجاوز 600 مليار دولار. جاء ذلك في إطار الإعلان عن صفقات استثمارية متبادلة تفوق قيمتها 300 مليار دولار خلال منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي.
وخلال الاجتماع، ألقى معالي وزير الدولة عضو مجلس الوزراء لشؤون مجلس الشورى ووزير الإعلام بالنيابة، الدكتور عصام بن سعد بن سعيد، الضوء على الكلمات التي ألقاها ولي العهد خلال القمة الخليجية الأمريكية، مشيرًا إلى أنها عكست هنالك التوجه السعودي نحو تعزيز التنسيق المشترك ودعم العمل المتعدد الأطراف. كما أكد المجلس على أهمية دعم الجهود المبذولة لإنهاء الأزمات الدولية والإقليمية بالوسائل السلمية.
ثمن المجلس أيضًا استجابة الرئيس الأمريكي لمبادرات سمو ولي العهد -حفظه الله- المتعلقة برفع العقوبات عن الجمهورية العربية السورية، آملاً أن يسهم ذلك في دعم مجهودات التنمية وإعادة إعمار البلاد.
كما أعرب المجلس عن تأكيد المملكة خلال القمة العربية على رفض أي محاولات للتهجير القسري أو فرض حلول لا تلبي طموحات الشعب الفلسطيني، وكذا أهمية المحافظة على التهدئة في غزة.
على الصعيد الإنساني، أشاد مجلس الوزراء بالإنجازات التي حققها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بمناسبة مرور عشر سنوات على تأسيسه. حيث قدم المركز بفضل الله دعمًا للملايين من المحتاجين في أكثر من 100 دولة.
في إطار معلومات الشأن المحلي، استعرض المجلس ما أنجزته الاستراتيجية الوطنية للصناعة من خلال جذب ثلاثة شركات عالمية رائدة في صناعة السيارات لتأسيس مصانع في المملكة، حيث سيعكس ذلك جهود تنويع الاقتصاد السعودي وتعزيز القدرة التنافسية
أبدى المجلس تقديره لإنجازات الطلاب السعوديين في المعرض الدولي للعلوم والهندسة "آيسف 2025". هذا الإنجاز يُظهر الاهتمام الكبير الذي توليه الدولة لقطاع التعليم ودعم الابتكار وتنمية المهارات لدى الأجيال الناشئة.
وعلى صعيد المواضيع المدرجة في جدول أعماله، ناقش مجلس الوزراء مجموعة من القضايا، منها اختيار ثمانية أعضاء ذوي خبرة وكفاءة في مجلس إدارة الهيئة العامة للولاية على أموال القاصرين.
أيضًا، وافق المجلس على تأسيس هيئة إشرافية لقطاع الصحة في وزارة الدفاع، وتنظيم أعمال الجهات المختصة فيما يخص مواقع الخردة لمنع وصول المواد المشعة إليها. وفي نفس السياق، اعتمدت الميزانيات الختامية للهيئات الحكومية مثل الهيئة السعودية لتنظيم الكهرباء وهيئة الزكاة والضريبة والجمارك.
ختامًا، أقر مجلس الوزراء مجموعة من الترقيات والتعيينات الجديدة، بما يشمل ترقيات لأعضاء من وزارة الداخلية ووزارة المالية، فضلًا عن تعيينات جديدة في إمارات المناطق.
هذا الاجتماع يعكس الأهمية الكبيرة التي توليها الحكومة السعودية لتطوير العلاقات الدولية وتعزيز الاستثمارات المحلية، مما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة للمملكة.
