إذا بدا لك أن التمييز بين العرق والإثنية مربك أو غير مرض أو غير واضح، فأنت على حق. فالعرق والإثنية هما مفهومان معقدان ومتغيران ومتداخلان في الواقع الاجتماعي والسياسي. لذلك، من المهم فهم كيفية تشكيلهما وتأثيرهما على حياتنا وهوياتنا.
ما هو العرق؟
العرق هو مصطلح يستخدم لتصنيف البشر بناءً على خصائصهم الجسدية المشتركة، مثل لون البشرة أو شكل العيون أو نوع الشعر. يُفترض أن العرق يعكس أصول الأفراد الجغرافية أو الجينية، لكن في الحقيقة، فإن التصنيفات العرقية تخضع للتغير والتأثير بحسب السياق التاريخي والثقافي .
فمثلاً، في الولايات المتحدة، تم تغيير تصنيفات العرق في إحصاءات التعداد عدة مرات منذ عام 1790، لتشمل أو تستبعد فئات مختلفة من السكان . كما أن تصنيفات العرق قد تختلف من دولة إلى أخرى، حسب المعايير المحلية .
إذًا، يمكن اعتبار العرق كإنشاء اجتماعي، يستند إلى فروض وانطباعات سطحية عن التشابه والاختلاف بين البشر . ولأن العرق يظهر بشكل خارجي، فإنه يؤثر على كيفية رؤية الآخرين لأفراد مجموعة عرقية محددة، وكذلك كيفية رؤية هؤلاء الأفراد لأنفسهم .
ما هي الإثنية؟
الإثنية هو مصطلح يستخدم لتصنيف البشر بناءً على هويتهم الثقافية أو التاريخية المشتركة. تشمل عوامل الإثنية عادةً الأصول الجغرافية أو الديانة أو اللغة أو التقاليد أو الموروثات .
الإثنية هى شىء يُتَّى من خلال التعلم أو التبادل أو التأثير. فالأشخاص قد يغيررون إثنياتهم خلال حياتهم، حسب ظروفهم أو خياراتهم .
ولأن الإثنية تستند إلى علاقات اجتماعية وانتماءات ثقافية، فإنها قد تظهر بطرق مختلفة في سلوك وظهور واتصال المجموعات . كما قد تؤدي إلى تشكيل رابطة قوية بين أفراد نفس المجموعة، وزيادة التباين بين المجموعات المختلفة .
الفرق بين العرق والإثنية
العرق والإثنية هما مفهومان مرتبطان ببعضهما البعض، فهما يؤثران على كيفية تحديد الهوية والانتماء للأفراد والمجموعات. العرق يشير إلى الخصائص الجسدية المشتركة، بينما الإثنية تشير إلى الخلفية الثقافية أو التاريخية المشتركة. لكن هذه التصنيفات ليست ثابتة أو موضوعية، بل تخضع للتغير والتأثير بحسب السياق والزمان. لذلك، يمكن اعتبار العرق والإثنية كإنشاءات اجتماعية، تستند إلى تصورات حول التشابه والاختلاف بين البشر. هذه التصورات قد تؤدي إلى تكوين روابط أو صراعات بين المجموعات المختلفة، وتحدي أو تأكيد هويات الأفراد.
