منوعات

تجارب قرب الموت: ظاهرة شائعة وغامضة

يروي الناجون من حوادث مميتة تجارب استثنائية: رؤية ضوء في نهاية نفق، أو الطفو خارج أجسادهم، أو مقابلة أحبائهم المتوفين أو استعراض أحداث حياتهم الرئيسية في لحظة. إن حقيقة أن هذه القصص تشترك في العديد من العناصر المشتركة وتأتي من أشخاص من خلفيات ثقافية متنوعة تشير إلى وجود آلية بيولوجية محتملة – وهي آلية لم يتمكن العلماء بعد من إزالة الغموض عنها.

تسمى هذه التجارب بالتجارب قرب الموت (NDE) وهي تجربة شخصية عميقة ترتبط بالموت أو اقترابه والتي يصفها الباحثون بأن لها خصائص مشابهة. عندما تكون إيجابية، قد تشمل هذه التجارب مجموعة متنوعة من الإحساسات بما في ذلك الانفصال عن الجسد، والشعور بالطيران، والسكينة التامة، والأمان، والدفء، والتجربة الانحلالية المطلقة، ووجود ضوء. عندما تكون سلبية، قد تشمل هذه التجارب إحساسات بالكرب، والضيق، والفراغ، والدمار، والفراغ الشاسع.

تختلف التفسيرات للتجارب قرب الموت من علمية إلى دينية. يفترض بحث علم الأعصاب أن التجربة قرب الموت هي ظاهرة ذاتية ناتجة عن “اضطراب التكامل المتعدد الحسي للجسد” الذي يحدث خلال الأحداث التي تهدد الحياة. بعض المعتقدات التجاوزية والدينية حول ما بعد الحياة تشمل أوصافًا مشابهة للتجارب قرب الموت.

في الولايات المتحدة، قُدِّرَ عدد الأشخاص الذين أبلغوا عن تجارب قرب الموت بـ 9 ملايين شخص، وفقًا لدراسة أُجْرِيَتْ عام 2011 في مذكرات أكاديمية نيويورك للعلوم. معظم هذه التجارب قرب الموت ناتجة عن إصابات خطيرة

وفقاً لدراسات الباحثين، تتراوح نسبة الأشخاص الذين يعانون من تجارب قرب الموت بين 10 إلى 20 في المائة من الأشخاص الذين كانوا على حافة الموت، أي ما يعادل 5 في المائة من سكان العالم. وتحدث هذه التجارب في ظروف مختلفة، مثل الإصابات الخطيرة أو توقف القلب أو الدماغ أو التخدير العام.

ولا يزال سبب حدوث هذه التجارب غير معروف بالكامل. وقد تم تقديم العديد من التفسيرات الطبية والنفسية، لكنها تظل مجرد افتراضات وغالباً ما تفشل في شرح كل جوانب الظاهرة. ويهتم بعض الباحثين بدراسة التجارب التي قد تشير إلى إمكانية وجود وظيفة للعقل خارج الجسد البدني، أو إمكانية بقاء الوعي بعد الموت. ومن هذه التجارب ما يسمى بالتجارب قرب الموت المصادق عليها، والتي يحصل فيها المتجربون على معلومات قابلة للتحقق لم يكن بإمكانهم الحصول عليها بأي وسيلة طبيعية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى