محليات

الإذاعة السعودية: رحلة طويلة من النجاح بدأت في يوم عرفة

تمتلك الإذاعة في المملكة العربية السعودية تاريخًا طويلًا، بدأ بإصدار ملكي من الملك عبد العزيز في عام 1949 لتنظيم الإذاعة. أُنشئت أول محطة إذاعية في جدة، حيث بُثت كلمته للحجاج في يوم عرفة. كان البث يقتصر في البداية على الأخبار الرسمية والبرامج الدينية، وبمدة زمنية محدودة. تطورت الإذاعة لتشمل برامج ثقافية وتعليمية تعكس القيم الإسلامية. شهدت الإذاعة خطوات جديدة مع تقدم الزمن، وما زالت تسهم في التنمية الثقافية بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030، متمسكة بدورها كجهاز ثقافي رائد في المجتمع.

إذاعة السعودية: قصة نجاح مميزة بدأت في يوم عرفة


تمتلك الإذاعة في المملكة مسيرة طويلة، بدأت من “راديو” صغير يزود الملك المؤسس، الملك عبد العزيز – رحمة الله عليه – بالمعلومات من المراكز والمدن والأخبار الخارجية.

في يوم الثلاثاء الموافق 23 رمضان 1368هـ الموافق 19 يوليو 1949م، أصدر الملك عبد العزيز مرسومًا ملكيًا وضع فيه الإطار العام للإذاعة، مؤكدًا ضرورة التزام الصدق والأمانةوالواقعية، والالتزام بالموضوعية.

كما تضمنت الالتزامات عدم التعرض لأحد بالشتم، أو التعريض بأحد، أو المدح الذي لا محل له، وأكد الملك المؤسس ضرورة الاهتمام بالأمور الدينية، وإذاعة القرآن الكريم والمواعظ الدينية.

أول محطة إذاعية سعودية

وجرى إنشاء أول محطة إذاعية سعودية في مدينة جدة، حيث بدأ إرسالها يوم التاسع من شهر ذي الحجة 1368هـ الموافق أول أكتوبر 1949م – وهو يوم الوقوف بعرفة – بكلمة من الملك عبد العزيز آل سعود لحجَّاج بيت الله الحرام، ألقاها نيابة عنه ابنه الأمير فيصل “الملك فيصل بن عبد العزيز لاحقاً”، تضمنت تهنئة الحجيج بمناسك الحج، والترحيب بقدومهم في الأراضي المقدسة.

وكانت المحطة الإذاعية تعمل على الموجة القصيرة ولا تتجاوز قوتها 3 كيلووات، واقتصرت في البداية على بث الأخبار الرسمية والبرامج الدينية مع إذاعة بعض الإنتاج الأدبي كالشعر والمقالة، ولم تتجاوز مدة الإرسال ثلاث ساعات يوميًا.

وقبل ذلك، تم الاتفاق مع شركة “International Standard ELECTRIC Corporation” على إنشاء محطة جدة وإقامة استوديوهات إضافية في مكة المكرمة.

البرامج الإخبارية والمعلوماتية

وجرى توقيع العقد بين حكومة المملكة العربية السعودية والشركة المشار إليها، في مقر السفارة السعودية بالقاهرة يوم الأربعاء 13 رجب 1368هـ الموافق 11 مايو 1949م.

في بدايتها، اقتصر البث الإذاعي على البرامج الإخبارية والمعلوماتية التي تهتم بالشؤون المحلية، إلى جانب بعض البرامج الدينية والثقافية التي تعكس القيم والتقاليد العربية والإسلامية.

وبُثت هذه البرامج تبث باللغة العربية لتلبية احتياجات المواطنين السعوديين، حيث لم يكن هناك الكثير من وسائل الإعلام الأخرى التي تصل إلى الجميع في المناطق المختلفة.

البث الإذاعي السعودي

وقالت “دارة الملك عبدالعزيز”: تعود فكرة تأسيس الإذاعة إلى الملك سعود بن عبدالعزيز – رحمه الله – عندما كان وليًا للعهد آنذاك، حيث عرض الفكرة على والده “الملك عبدالعزيز” فوافق على الفكرة، وكلف وزير المالية حينها “عبدالله السليمان” ليقوم بتنفيذها بإشراف نائب الملك في الحجاز الملك فيصل بن عبد العزيز.

ووثقت “الدارة” افتتاح الإذاعة في ذلك الحين بآيات من القرآن الكريم بصوت الشيخ طه الفشني، وكلمة للمشرف عليها عبد الرحمن نصر وهو من مصر، بعدما استعانت به المملكة لهذا الغرض.

فيما اقتصر البث الإذاعي في المملكة ابتداء على إذاعة جدة، حتى بدأ البث الإذاعي من إذاعة الرياض يوم الأحد غرة رمضان عام 1384هـ الموافق 3 يناير 1965م.

رؤية المملكة 2030

وخطت الإذاعة السعودية خطوة جديدة عندما بدأ بث البرنامج العام مستقلًّا من إذاعة الرياض والبرنامج الثاني من إذاعة جدة يوم الخميس غرة شوال 1384هـ الموافق 23 أغسطس 1965م.

وتمتلك إذاعة المملكة إسهامات في رفد العملية التنموية للوطن من خلال قيامها بأدوار توعوية وتثقيفية عبر باقة كبيرة من البرامج الإذاعية التي مازالت عالقةً في الأذهان، وسط آمال في أن تبقى الإذاعة جهازًا ثقافيًّا رائدًا يُسهم في تحقيق رؤية المملكة 2030، وتجسيد الطموحات، والمحافظة على مكتسبات الوطن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى