غوارديولا يتجنب مقارنة موهبة لامين يامال بأسطورة كرة القدم ميسي

بيب غوارديولا، المدير الفني لفريق مانشستر سيتي، أشار إلى أن المقارنة بين لامين جمال، نجم برشلونة الشاب، والأسطورة الأرجنتينية ليونيل ميسي ليست سوى مجازفة. فقد أكد غوارديولا على استحالة قدرة أي لاعب، بما في ذلك جمال، على الوصول إلى الإنجازات الاستثنائية التي حققها ميسي، الذي يعتبره من أعظم لاعبي كرة القدم على مر التاريخ.
وفي حديثه لشبكة “دي إيه زد إن” (DAZN)، أوضح غوارديولا أن ما يقال حول جمال يعد مثيرًا للإعجاب ولكنه مبالغ فيه بصورة كبيرة. حيث أشار إلى أن النضج المهاري للاعبين عادةً ما يتطور في سن الرابعة والعشرين أو الخامسة والعشرين من العمر. وأكد على أن اللاعبين ذوي الموهبة الكبيرة قد يبدون في بعض الأحيان وكأنهم يترددون في تنفيذ كل ما لديهم من مهارات، مشيراً إلى أن جمال يقدم لمسات فنية رائعة تتطلب منه انقطاعًا قصيرًا بين كل لمسة وأخرى، لكنه يتمكن في النهاية من تحقيق نتائج ملموسة في المباريات.
غوارديولا أضاف أن الموهبة الكبيرة ترتبط بفهم اللعبة ولعبها بشكل عميق، مشيرًا إلى أن برشلونة محظوظ بوجود لاعب شاب مثل جمال يتمتع برؤية جديدة ومختلفة في الملعب. ومع ذلك، لم يتردد المدرب الإسباني في تأكيد عدم وجود أي شبيه لميسي، معبرًا عن أسفه لعدم القدرة على المقارنة بين أي لاعب وآخر الذي يعتبره فريدًا من نوعه. فقد صنع غوارديولا وميسي معًا حقبة ذهبية في برشلونة، حيث قادا الفريق للفوز بثلاثة ألقاب في الدوري الإسباني ولقبين في دوري أبطال أوروبا خلال فترة تعاونهما.
جدير بالذكر أن غوارديولا لم يتدرب جمال مباشرة، إلا أن تأثيره كبطل سابق في برشلونة يبقى واضحًا في اعترافه بمواهب اللاعبين الشباب وقدرتهم على إحداث فارق في المباريات. ومن الواضح أن غوارديولا ينظر إلى جمال كموهبة واعدة في عالم كرة القدم، لكنه في الوقت نفسه يحث على التحلي بالصبر في تقييمه.
في نهاية المطاف، يمثل جمال مثالاً على جيل جديد من اللاعبين الشباب، الذين يحاولون السير على خطى أساطير اللعبة، ولكن غوارديولا يدرك أن الوصول إلى مستويات ميسي يحتاج إلى وقت وتجربة واستعداد لتحمل الضغوط. إن تعليقات المدرب الإسباني حول جمال ليست فقط تقديرًا لموهبته، بل هي أيضًا دعوة للتفكير بعقلانية حول مسيرة أي لاعب شاب في مجال كرة القدم، إذ يتطلب الأمر وقتًا وشغفًا لكي يتمكنوا من بناء مسيرة مهنية ناجحة تجذب انتباه العالم.
في هذا السياق، يظل ميسي رمزًا لا يمكن تجاهله، وتعكس تعليقات غوارديولا هذا الواقع بشكل واضح. فهو يعبّر عن تقديره الكبير للمواهب الناشئة، مع إدراكه العميق للفارق الشاسع بين لاعب عادي وأسطورة كرة القدم.