تعزيز جاذبية الاستثمار في منطقة عسير: رؤية شاملة للمستقبل
أكد الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية لتسويق الاستثمار، خالد بن صالح الخطاف، على أن المنظومة الاستثمارية في المملكة تتجه نحو تعزيز جاذبية البيئة الاستثمارية في مختلف المناطق. في سياق ذلك، سلط الضوء على منطقة عسير باعتبارها واحدة من أكثر المناطق الواعدة بفضل ما تتمتع به من ميزات طبيعية واقتصادية وثقافية فريدة.
جاءت هذه التصريحات خلال جلسة حوارية في منتدى عسير للاستثمار في نسخته الثانية، تحت عنوان "عسير.. رحلة واحدة تجارب لا تُنسى". تمحورت المناقشة حول التحول السياحي الذي تشهده المنطقة ودور المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص في تفعيل المشاريع وتوفير بيئة مواتية للاستثمار.
وأوضح الخطاف أن البيئة الاستثمارية في المملكة تُعتبر من بين الأكثر تنافسية عالميًا. واستعرض عددًا من العوامل المساهمة في ذلك، بما في ذلك دور اللجنة الوطنية لحصر وتطوير الفرص، التي قدمت أكثر من 1900 فرصة استثمارية تُقدر قيمتها بحوالي تريليون ريال في 22 قطاعًا حيويًا. ترتبط هذه الفرص برؤية المملكة 2030 واستراتيجيات وطنية تهدف إلى مضاعفة حجم الاستثمارات وجذب استثمارات تفوق 12.4 تريليون ريال بحلول عام 2030. كما تشير الاستراتيجيات القطاعية إلى توفير رؤية واضحة للمستثمرين، مما يضمن الاستقرار التشريعي والتنظيمي.
أشار الخطاف أيضًا إلى الموقع الجغرافي المتميز للمملكة، الذي يجعلها نقطة التقاء بين ثلاث قارات، مما يتيح الوصول إلى أكثر من نصف سكان العالم في غضون سبع ساعات. هذه المزايا تضع المملكة كمركز رئيسي للأعمال والسياحة والخدمات.
تتمتع منطقة عسير بطبيعة غنية، حيث تحتوي على 80% من غابات المملكة، وأعلى قمة جبلية، فضلًا عن أكثر من 4000 قرية تاريخية. بالإضافة إلى مواقع مسجلة كتراث عالمي مثل "رجال ألمع"، ما يجعل المنطقة مؤهلة لتكون وجهة سياحية واستثمارية بارزة. ومن المتوقع أن تسهم الاستثمارات الضخمة في قطاع السياحة، التي تتجاوز 800 مليار دولار، في تحقيق أهداف المملكة بجذب 150 مليون زائر بحلول عام 2030.
تطرق الخطاف إلى دور الهيئة السعودية لتسويق الاستثمار في تسويق فرص الاستثمار في البلاد، مستعرضًا الجهود المبذولة في مجال الرقمنة والتواصل مع المستثمرين. وأوضح أن الهيئة قدمت من خلال منصة "استثمر في السعودية" أكثر من 1900 فرصة في مجالات مثل السياحة والضيافة والزراعة والعقارات. كما تم إنشاء صفحة مخصصة لمنطقة عسير على الموقع، تعرض أبرز المؤشرات والفرص، وتتوافر بعدة لغات.
وأضاف الخطاف أن الهيئة تعمل جنبًا إلى جنب مع شركائها في تطوير البيئة التشريعية والتنظيمية، حيث أُطلق نظام يسمح بالملكية الأجنبية بنسبة 100%، بهدف ضمان حقوق متساوية للمستثمرين المحليين والدوليين. كما تم وضع برامج للاستماع إلى المستثمرين وفهم تحدياتهم، مع التركيز على تحسين تجربة المستثمر من خلال مراكز الخدمة الشاملة ودليل "رحلة المستثمر".
على صعيد الإنجازات، أشار الخطاف إلى التعاون مع هيئة تطوير منطقة عسير، الذي أفضى إلى تحديد عدد من الفرص الاستثمارية النوعية في قطاع السياحة، مع اعتماد أكثر من 46 فرصة استثمارية. حتى نهاية عام 2023، تجاوزت الاستثمارات المباشرة في منطقة عسير 7.68 مليارات ريال، ما جعلها تتبوأ المرتبة السادسة على مستوى المملكة من حيث الاستثمار الأجنبي. وارتفع عدد رخص الاستثمار الأجنبي النشطة في المنطقة إلى 467 رخصة حتى أوائل 2025، مما يعكس زيادة اهتمام وثقة المستثمرين ببيئة عسير الاستثمارية.
إن هذه التصريحات والجهود المبذولة تمثل خطوة نحو تحقيق أهداف السعودية في تعزيز البنية التحتية للاستثمار وجذب المزيد من الفرص في المستقبل القريب، مما يساهم في تنمية المنطقة اقتصاديًا وسياحيًا.
