تعزيز الإعلام الخليجي: الاجتماع الثامن والعشرين لوزراء إعلام دول مجلس التعاون
الكويت – محمد السنيد، الجزيرة
في كلمة ألقاها معالي الأستاذ جاسم محمد البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، تم تسليط الضوء على المكانة المتميزة التي تحتلها دول المجلس في الساحة الإعلامية الإقليمية والدولية. جاء ذلك خلال الاجتماع الثامن والعشرين للجنة وزراء الإعلام، الذي عقد يوم الإثنين 12 مايو 2025 في دولة الكويت. وترأس الاجتماع معالي عبدالرحمن بداح المطيري، وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب في الكويت، بمشاركة وزراء الإعلام من دول المجلس.
في بداية كلمته، قدم معالي البديوي شكره العميق لحضرة صاحب السمو أمير دولة الكويت، الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، على الدعم الذي يقدمه لدعم مسيرة العمل الخليجي المشترك، كما قدّم شكره للوزير المطيري وفريق العمل في وزارته على حسن التنظيم واستضافة الاجتماع.
أكد معاليه على الدور المحوري للإعلام كأداة لبناء الجسور وتعزيز التواصل بين دول المجلس. كما أشار إلى أهمية تطوير الإعلام الخليجي ليكون منصة للتنوير تعكس الأوضاع الحقيقية وتدعم قضايا الوحدة الخليجية. وذكر أن العالم يشهد تحولات سريعة في المجال الإعلامي والتقني، مما يتطلب من دول المجلس الاستجابة لهذه التغيرات من خلال اتخاذ خطوات متقدمة في التعاون الإعلامي وبناء شراكات مع المنصات الإعلامية الكبرى.
وفي إطار الحديث عن إنجازات مجلس التعاون، أوضح البديوي أن اجتماع اليوم يعكس التوجيهات السامية لقادة دول المجلس بضرورة تعزيز الإعلام الخليجي الذي يسهم في تسليط الضوء على الأمور الحيوية والقصص الناجحة التي حققتها دول المجلس على مدى أكثر من أربعة عقود. وأكد على ضرورة نقل تلك التجارب الناجحة، خصوصًا في مجالات التكامل الاقتصادي ومشاريع البنية التحتية والتحول الرقمي.
أشار معالي الأمين العام أيضًا إلى زيادة التحديات التي تواجه الإعلام الخليجي، بما في ذلك الحملات الإعلامية المنسقة والمعلومات المضللة التي تستهدف استقرار الدول الخليجية. ودعا إلى ضرورة تعزيز التعاون بين دول المجلس لمواجهة هذه التحديات. وتحدث عن أهمية التصدي للحسابات الوهمية التي تخدم أغراضًا شائنة تهدف إلى إثارة الفتنة وزعزعة استقرار المجتمعات الخليجية.
كما أشار إلى أهمية تعزيز الهوية الخليجية عبر مبادرات إعلامية مشتركة تهدف إلى التوعية وتعزيز الروابط بين مواطني تلك الدول. وخلال الاجتماع، تم طرح جدول أعمال يتضمن موضوعات ومبادرات إعلامية مشتركة، تم صياغتها من قبل الأجهزة الإعلامية بالبلدان الأعضاء، بالإضافة إلى اللجان المختصة بالتعاون الإعلامي.
وفي سياق الحديث عن مستجدات الإعلام الخليجي، بارك معاليه إعادة تدشين التطبيق المشترك لوكالات الأنباء بدول مجلس التعاون، والذي تم تطويره باستخدام أحدث التقنيات والتقنيات الذكية. من المتوقع أن يمثل هذا المشروع نوعًا جديدًا من التعاون الإعلامي، مما يسهل على المواطنين والمختصين الاطلاع على الأخبار الرسمية بصورة مباشرة.
بوجه عام، يتضمن الاجتماع ثروة من الآراء والأفكار التي تهدف إلى تعزيز العمل الإعلامي لمواجهة التحديات المعاصرة وتلبية تطلعات قادة وشعوب دول مجلس التعاون. هذا النوع من التعاون يمثل خطوة رئيسية لتوحيد الجهود وتحقيق الأهداف المنشودة، مما يسهم في بناء صورة إيجابية وشاملة لدول المجلس على الساحتين الإقليمية والدولية.
