محليات

مجلس التعاون: نموذج فريد للعمل الجماعي وصوت مؤثر يوجه القضايا الإقليمية والعالمية

تعزيز دور مجلس التعاون الخليجي كمنصة للحوار والتعاون الدولي

أكد معالي جاسم محمد البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، أن مسيرة المجلس تمثل نموذجًا فريدًا للعمل الجماعي، حيث أصبح بالفعل صوتًا حكيمًا تتوجه إليه الأنظار في مختلف القضايا الإقليمية والعالمية. وقد تحولت هذه المنظمة إلى وجهة موثوقة للتعاون على المستويين الإقليمي والدولي، فضلاً عن كونها منصة مثالية للحوار. ويظهر ذلك جليًا من خلال الاجتماعات والقمم التي انعقدت مؤخرًا، والتي شملت القمة الخليجية الأوروبية، والقمة الخليجية الأمريكية، بالإضافة إلى القمة الخليجية مع منطقة الآسيان، وأخرى ثلاثية بين مجلس التعاون ومنطقة الآسيان والصين. وقد أعلن البديوي عن تنظيم قمة مرتقبة مع دول آسيا الوسطى في سمرقند، مما يعكس المكانة المتزايدة للمجلس على الساحة العالمية.

جاء ذلك في إطار الاجتماع الوزاري الـ164 لمجلس التعاون، الذي عقد في دولة الكويت، برئاسة معالي عبدالله علي اليحيا، وزير الخارجية الكويتي، وبمشاركة وزراء الخارجية من دول المجلس. خلال الاجتماع، تم استعراض مجموعة من الأنشطة الاستثمارية الخليجية المخطط لها، التي تهدف إلى تعميق الشراكات الاقتصادية مع بعض الدول. من المقرر أن يتم تنظيم منتدى الاستثمار الخليجي مع منطقة آسيا الوسطى في قيرغيزستان في نهاية يونيو، بالإضافة إلى منتدى استثماري في الدار البيضاء بالمغرب وآخر في القاهرة بمصر في نوفمبر 2023. وقد تمثل هذه المنتديات منصات استراتيجية لتعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، مما يعزز الشراكات بين القطاعين العام والخاص.

ناقش الوزراء أيضًا النتائج التي توصلت إليها لجنة التعاون المالي والاقتصادي في اجتماعها الأخير، والذي خرج بعدد من القرارات المتعلقة بالسياسات المالية والاقتصادية التي تؤثر بشكل مباشر على اقتصاديات دول المجلس وتعزز تنوعها. كما تم تدشين حملة إعلامية جديدة للسوق الخليجية المشتركة تحت شعار "كل الخليج وطن"، مما يعكس التوجه نحو تحقيق مزيد من التكامل في مختلف المجالات.

وأكد البديوي في كلمته أن القضية الفلسطينية تبقى في قلب اهتمامات مجلس التعاون، مع إعادة التأكيد على الموقف الخليجي الثابت في دعم حقوق الشعب الفلسطيني، بما في ذلك حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقًا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية. وعبّر عن تقديره للمبادرة السعودية المتعلقة بتشكيل "التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين"، معتبرًا إياها خطوة هامة نحو تعزيز الإجماع الدولي وتحقيق تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية.

دعا الأمين العام المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته التاريخية في إنهاء الاحتلال والتخفيف من المعاناة الإنسانية للفلسطينيين. كما رحب بعقد مؤتمر دولي رفيع المستوى حول تنفيذ حل الدولتين في الأمم المتحدة في نيويورك خلال الفترة من 17 إلى 20 يونيو 2025، برعاية مشتركة من المملكة العربية السعودية وفرنسا، آملاً أن يعيد هذا المؤتمر الزخم الدولي نحو تحقيق سلام دائم يضمن حقوق الشعب الفلسطيني.

في سياق متصل، أشاد البديوي بالجهود الدبلوماسية التي بذلتها دولة قطر، والتي نالت تقديرًا دوليًا واسعًا، لدورها في التوصل إلى وقف إطلاق نار دائم في غزة. وأوضح أن قطر أسهمت بشكل فعّال في الوساطة بين الأطراف المعنية، مما ساعد على تخفيف التوترات وتعزيز فرص السلام في المنطقة.

أثبتت دبلوماسية دول مجلس التعاون قدرتها الفائقة على نزع فتيل الأزمات وتعزيز الأمن الجماعي، من خلال الوساطات التي قامت بها. وقد استثمرت الدول في مصداقيتها وعلاقاتها المتوازنة، مما أسفر عن تقارب وجهات النظر في ملفات إقليمية ودولية معقدة. لم تكن هذه النجاحات الدبلوماسية لتتحقق لولا روح الوحدة والعمل الجماعي التي تميز دول المجلس، واتباعها نهجًا مسؤولًا يضع السلام والاستقرار في مقدمة أولوياتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى