الجنيدي يتولى رئاسة اجتماع اللجنة الاستشارية في المنظمة البحرية الدولية

سلسلة اجتماعات رائدة يقودها المهندس كمال الجنيدي لدى المنظمة البحرية الدولية
ترأّس المهندس كمال الجنيدي، المندوب الدائم للمملكة العربية السعودية في المنظمة البحرية الدولية (IMO)، سلسلة من الاجتماعات للجنة الاستشارية الخاصة بالاتصالات المتنقلة عبر الأقمار الصناعية (IMSO)، والتي عُقدت خلال الفترة ما بين 9 و13 يونيو 2025. تُعد هذه الخطوة بارزة حيث أنه الأول من أصل عربي يتولي رئاسة هذا الاجتماع، مما يمثل إنجازًا متميزًا للمملكة العربية السعودية والدول العربية في مجال الشؤون البحرية.
يندرج تعزيز قيادة المملكة في المنظمات البحرية الدولية ضمن المساعي المستمرة لتطوير أنظمة الاتصالات والسلامة البحرية، وهو الأمر الذي يبرز الدور الحيوي الذي تلعبه المملكة على الساحة الدولية في هذا المجال. خلال الاجتماعات، تولى المهندس الجنيدي إدارة الجلسات بأعلى معايير الحيادية للمساهمة في تعزيز الحوار والتفاهم بين الدول الأعضاء حول مجموعة من القضايا الملحة.
تضمن جدول الأعمال المواضيع الرئيسية مثل الإشراف على النظام العالمي للاستغاثة البحرية والسلامة، وركز على تطبيق معايير خدمات الرسائل الطويلة (LRTS). كما عُقدت مناقشات معمقة حول مراجعة عمليات تدقيق مقدمي خدمات الاتصالات عبر الأقمار الصناعية، مما يساهم في رفع مستوى الجودة والأمان في خدمات الاتصال البحري.
خلال الاجتماعات، قام الجنيدي بمناقشة التعديلات المقترحة على اللوائح المتعلقة بالسلامة البحرية. ولم يقتصر دوره على إدارة المناقشات فقط، بل شمل أيضًا التأكد من توافق التوجهات الاستراتيجية لمنظمة IMSO مع المعايير المعتمدة من قبل المنظمة البحرية الدولية (IMO). بالإضافة إلى ذلك، قام الجنيدي برفع توصيات اللجنة إلى الجمعية العامة للمنظمة للمصادقة عليها، مما يعكس الصبغة التعاونية والمهنية التي تسعى لها البلدان الأعضاء.
افتتحت الاجتماعات الرسمية للجنة الاستشارية الـ51 في مقر المنظمة البحرية الدولية، وشهدت حضور عدد كبير من القيادات من 44 دولة، مما يعكس الاهتمام الدولي المتزايد بقضايا أمن وسلامة الملاحة البحرية. كانت الأجواء مواتية لتبادل الرؤى والخبرات بين مختلف المشاركين، مما يسهم في تدعيم الممارسات المثلى في قطاع النقل البحري.
تمثل هذه الاجتماعات علامة فارقة في تاريخ المملكة ضمن السياق الدولي، إذ أنها تعزز موقفها القيادي وتظهر قدرتها على الارتقاء بالتعاون بين الدول المختلفة في الرؤى والاهتمامات المشتركة. إنها فرصة للمملكة لإبراز التزامها تجاه تحسين شروط السلامة والإشراف على الاتصالات البحرية، وكذلك لتفعيل دورها الاستراتيجي كمركز إقليمي في المجال البحري.
بالنظر إلى المنعطفات المستقبلية، تأمل المملكة أن تستمر في تطوير منظومة الاتصالات والسلامة البحرية التي يخدمها المجتمع الدولي، وتعزيز العمل المشترك لمواجهة التحديات المقبلة. إن القيادة العربية الدائمة في مثل هذه الاجتماعات يعزز من قدرة المملكة على التأثير ويجسد رؤية واضحة للجهود المستقبلية للارتقاء بكافة مجالات الأمن البحري.
لذا، يُعَدّ ترأس المهندس كمال الجنيدي لهذه الاجتماعات، خطوة مهمة ليس فقط للمملكة العربية السعودية، بل لجميع الدول العربية، حيث يمثل تعزيز التعاون الدولي والإقليمي في مواجهة قضايا الأمن والسلامة البحرية.