حجاج هذا العام يشهدون انخفاضًا ملحوظًا بنسبة 71% في أعداد الملاحظات المقدمة.

واصل مركز “امتثال” التابع لوزارة الحج والعمرة جهوده الرقابية الميدانية في مشعر منى، خلال اليوم الثاني من أيام التشريق، كجزء من مبادراته المستمرة لتعزيز جودة الخدمات المقدمة لحجاج بيت الله. يهدف المركز إلى ضمان التزام مقدمي الخدمات بمعايير التشغيل المعتمدة لموسم حج 1446هـ.
تضمنت الجولات الرقابية زيارة مرافق متعددة، مثل مساكن الحجاج والمخيمات والمطابخ المركزية، بالإضافة إلى المرافق الإدارية والتشغيلية الخاصة بحملات الحج والشركات المعنية بتقديم الخدمات. تسعى الفرق الرقابية إلى التأكد من التزام المنشآت بالشروط الأمنية المطلوبة وتلبية البنود التعاقدية، مما يسهم في توفير بيئة مناسبة للحجاج لأداء مناسكهم بسلاسة وطمأنينة.
وفقًا للإحصاءات الصادرة عن الوزارة، بلغ عدد الجولات الرقابية التي نفذت حتى الآن أكثر من 62 ألف جولة ميدانية، في إطار خطة استباقية تهدف إلى رصد أي نقص ومعالجته فورًا. هذه الجهود أدت إلى زيادة نسبة الامتثال إلى 97%، بينما لم تتجاوز نسبة عدم الامتثال 3%، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة بحق الكيانات غير الملتزمة.
شهد موسم الحج هذا العام انخفاضًا ملحوظًا في عدد الملاحظات الرقابية، بنسبة تتجاوز 71% مقارنة بالعام الماضي. يُظهر هذا التحسن نتيجة الجهود التوعوية والتنظيمية التي قامت بها وزارة الحج والعمرة بالتعاون مع مختلف الجهات المعنية في منظومة الحج. هذه الإجراءات لم تعزز فقط مستوى الأداء، بل ساهمت أيضًا في تحسين بيئة الخدمة وتقليل حجم الملاحظات الميدانية.
تستند مراكز “امتثال” إلى فرق رقابية ميدانية متخصصة مُدربة، ومزودة بتقنيات رقمية متطورة تتيح الرصد اللحظي للمخالفات. هذه التقنيات تضمن نقل التقارير مباشرة إلى غرف العمليات، مما يعزز من سرعة الاستجابة وفعالية العلاج للمشكلات التي قد تطرأ.
أكدت الوزارة أن تكثيف الجولات الرقابية خلال ثاني أيام التشريق يمثل استمرارًا لمنهجية رقابية صارمة، تهدف إلى ضمان الالتزام الكامل بمعايير الجودة. هذا النهج يحمي حق الحاج في الحصول على خدمات متكاملة تعكس أهمية تجربته الإيمانية.
لقد أضفى هذا النوع من الجهود الرقابية في موسم حج 1446هـ طابعًا متميزًا على تجربة الحجاج، لما يتسم به من التنظيم والاهتمام بالجودة. يعتبر هذا الموسم تجسيدًا لرؤية وزارة الحج والعمرة في تحسين مستوى الخدمات المقدمة، ولتوفير تجربة مثالية تليق بالزوار القادمين لأداء مناسكهم.
في الختام، تُظهر هذه الإنجازات التزام المملكة العميق بتأمين تجربة حج متميزة، تتماشى مع أعلى معايير الخدمة والسلامة. يتجاوز العمل الرقابي الحدود التقليدية ليكون جزءًا لا يتجزأ من الخطة الشاملة لتطوير وتحسين الفعاليات المرتبطة بالحج، مراعيًا الجوانب الدينية والاجتماعية والإنسانية التي تعكس روح الحج كرحلة إيمانية فريدة.