مشاريع تحسين مشعر منى.. نقلة حضارية لخدمة ضيوف الرحمن
يشكل مشعر منى أحد أهم المشاعر المقدسة في الحج، حيث يتجمع ملايين الحجاج سنويًا لرمي الجمرات. وخصصت المملكة العربية السعودية جهودًا كبيرة لتطوير بنيته التحتية وخدماته، من خلال مشاريع مبتكرة لتحسين التنظيم والأمان. تمتد خيام منى الذكية على 2.5 مليون متر مربع، فيما يسهم مشروع الجمرات في تسهيل الحركة بأربعة طوابق مع نظام تكييف متطور. كما يربط قطار المشاعر المقدسة بين منى ومزدلفة وعرفات، مما يخفف الزحام. تعكس هذه التطورات التزام المملكة بتحسين تجربة الحجاج وفق رؤية 2030.
مشاريع تطوير مشعر منى: تحسينات حضارية لخدمة ضيوف الرحمن
ونظرًا إلى ما يشهده من كثافة بشرية هائلة، أولت المملكة العربية السعودية اهتمامًا بالغًا بتطوير الخدمات والبنية التحتية فيه، من خلال مجموعة من المشاريع الرائدة التي أسهمت في رفع كفاءة التنظيم، وتسهيل أداء المناسك بأمان وسهولة.
موقع مشعر منى ومساحته
وتبلغ مساحته الإجمالية نحو 7.82 كيلومتر مربع، بينما تُستغل فعليًا 4.8 كيلومتر مربع (أي 61% من المساحة)، في حين تُغطي 39% المتبقية جبال وعرة يصل ارتفاعها إلى 500 متر.
ومن أبرز ما يميز منى أنها تحتضن أطول طريق مشاة في العالم يبدأ من جبل الرحمة بعرفات مرورًا بمزدلفة، مزودًا بمظلات وكراسي ومياه باردة، مما يجعل رحلة الحجاج أكثر راحة.
خيام منى الذكية
وصُممت هذه الخيام من ألياف زجاجية مغطاة بمادة “التفلون”، وتتميز بمقاومتها العالية للاشتعال.
كما أُحيطت كل مجموعة خيام بأسوار معدنية، تحتوي على أبواب رئيسية وأخرى للطوارئ، وممرات منظمة تضمن انسيابية الحركة، وتُعد نقلة نوعية في مفهوم الإقامة الجماعية المؤقتة.
مشروع الجمرات
ويحتوي المشروع على 12 مدخلًا و12 مخرجًا، ترتبط جميعها بالمخيمات عن طريق جسور معلقة، كما جرى تزويد جميع الأدوار بنظام تبريد متطور يعمل بالتكييف الصحراوي ورذاذ مائي، ما يسهم في خفض درجات الحرارة المحيطة إلى نحو 29 درجة مئوية.
ولتعزيز الأمن والسلامة، جهز المشروع بشبكة من الكاميرات الثابتة والمتحركة تمتد من نهاية مزدلفة وحتى داخل الجمرات، ويجري التحكم فيها من خلال غرفة مراقبة خاصة.
كما وفرت عربات كهربائية لنقل كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة.
قطار المشاعر المقدسة
يربط القطار بين منى ومزدلفة وعرفات عبر خط حديدي مزدوج طوله 18 كيلومترًا، ويضم 9 محطات رئيسية، وتبلغ طاقته الاستيعابية 72 ألف راكب في الساعة في كل اتجاه.
ويُسهم في تقليل الاعتماد على الحافلات بنسبة كبيرة، إذ يُزيح أكثر من 50 ألف حافلة من طرق المشاعر.
ويمتلك القطار أسطولًا من 17 قطارًا، يسهم كل منها في نقل ما يزيد على 3 آلاف حاج، وقد جرى تصميم المحطات بطريقة ذكية تُسهل تدفق الحجاج وتُقلل الزحام، مع جسور ومصاعد ومنحدرات مخصصة لذوي الإعاقة وكبار السن.
وفي موسم حج 1445، نجح قطار المشاعر في نقل أكثر من 2.2 مليون حاج عبر 2206 رحلة، بحسب إعلان شركة “سار”، وهو ما يعكس فاعلية المشروع وكفاءته العالية.
جسر الجمرات
في البداية توسع الجسر بعرض 40 مترًا، ثم زيد عرضه في مراحل متعاقبة ليصل إلى 80 مترًا بطول 520 مترًا، كما أُنشئت مطالع ومنازل، وأبراج خدمات، ولوحات إرشادية، وأنظمة تهوية حديثة.
ومن أبرز التحديثات التي طُبقت عليه:
– تعديل شكل الأحواض من الدائري إلى البيضاوي.
– إنشاء مخارج طوارئ جديدة.
**media[2589184**
– تركيب أنظمة إرشادية توعوية.
– تنفيذ تعديلات إنشائية لزيادة كفاءة حركة الحجاج وسلامتهم.
منظومة متكاملة لتيسير مناسك الحج
وتؤكد هذه الإنجازات على استمرار المملكة في تطوير خدمات الحج والعمرة، والارتقاء بتجربة الحاج عامًا بعد عام، بما يعكس رؤية المملكة 2030 التي تضع خدمة الحرمين الشريفين وضيوفهما على رأس أولوياتها.