أكثر من 200 متخصص في الترحيل الطبي يتأهبون لاستقبال البلاغات الإسعافية خلال موسم الحج

استعدادات الهيئة السعودية للهلال الأحمر لموسم الحج في عام 1446هـ: تعزيز الخدمات الطبية والتقنية
تسعى هيئة الهلال الأحمر السعودي إلى تعزيز جاهزيتها لموسم الحج المقبل لعام 1446 هـ، حيث قامت بتهيئة مركز الترحيل الطبي الذي يعتبر نقطة الانطلاق الرئيسية للتعامل مع الطلبات الإسعافية الميدانية. لقد أعدت الهيئة أكثر من 200 كادر متنوع من الأطباء والأخصائيين والمرحلين ومشغلي العمليات والمراقبين، ليكونوا في أتم الاستعداد لاستقبال البلاغات الطارئة عبر الرقم 997 وتطبيقات "أسعفني"، و"توكلنا"، و"صحتي". يتم تنفيذ ذلك وفق البروتوكول المعتمد لإرسال الطوارئ الطبية، والذي يضمن تقديم التعليمات الطبية العاجلة للمتصلين.
لضمان الكفاءة في تقديم الخدمات الإسعافية، حرصت الهيئة على توزيع منسقين من موظفيها بالتعاون مع الجهات المعنية مثل الدفاع المدني، والأمن العام، والمركز الموحد (911). هذا التنسيق يهدف إلى تعزيز سرعة وصول الفرق الإسعافية إلى المصابين وتسهيل الإجراءات اللازمة لنقل الحالات إلى أقرب منشأة طبية متكاملة. يعد هذا التعاون ركيزة أساسية في تحسين الفعالية وتقليل الوقت المستغرق في الاستجابة للحالات الطارئة.
في خطوة مبتكرة هذا العام، إدرت الهيئة تقنية الذكاء الاصطناعي في مركز الترحيل الطبي لترجمة المكالمات الفورية للحجاج الذين لا يتحدثون العربية. هذه التقنية تعكس التزام الهيئة برفع مستوى دقة المعلومات وتحسين كفاءة التعامل مع البلاغات. يجري تحديد بلاغات الطوارئ من خلال عدة مراحل، تبدأ بجمع بيانات المتصل والتأكد من موقع البلاغ بدقة باستخدام أدوات متعددة مثل التحديد الآلي وخدمات التواصل الحديثة. بعد ذلك، يتم تصنيف الحالة الصحية وتحديد عدد المصابين وخصائصهم لتسهيل الرد المناسب عبر الأنظمة الذكية.
كذلك، تقدم الهيئة التعليمات الطبية قبل وصول الفرق الإسعافية، وتقوم بتحويل البلاغ إلى مركز القيادة والسيطرة، الذي ينظم توجيه أقرب فرقة إسعافية. يتسم هذا النظام بالديناميكية، حيث يتم متابعة البلاغات حتى وصول الفرق الميدانية إلى الموقع المطلوب، مما يضمن توفير الرعاية الإسعافية الطارئة بكفاءة واحترافية عالية.
تظهر هذه الجهود مدى تكامل وتنسيق مركز الترحيل الطبي مع مركز القيادة والسيطرة والعمليات الجوية والقطاعات ذات الصلة. وهذا التعاون يعكس التزام الهيئة بتسخير جميع الإمكانات البشرية والتقنية لضمان أعلى مستويات الجاهزية، وذلك لتقديم أفضل الخدمات الصحية لضيوف الرحمن أثناء موسم الحج.
إن هذه التحضيرات تمثل جزءاً من رؤية الهيئة في تحسين مستوى الخدمات الإسعافية وتقديم رعاية طبية شاملة وفعالة لضمان سلامة الحجاج. يُعتبر موسم الحج مناسبة مميزة تتطلب استجابة سريعة وفعالة، ولذا فإن الهيئة تعمل بجد لضمان أن تكون كل التجهيزات جاهزة وفعالة، مما يسهم في تعزيز تجربة الحجاج وتوفير الرعاية الصحية المناسبة لهم.
في نهاية المطاف، يعبر هذا الجهد عن رغبة الهيئة في تقديم الدعم والرعاية للحجاج، ويعكس قدرتها على التنسيق الفعال مع مختلف الجهات الحكومية والأهلية، مما يسهم في تحسين الخدمات الصحية وتعزيز السلامة العامة خلال موسم شعب يجذب ملايين الزوار من جميع أنحاء العالم.