عبدالعزيز النعيم يكتب: إعداد جيل جديد من خلال استراتيجيات تطوير كرة القدم السعودية
شهد المنتخب السعودي تراجعًا كبيرًا في الأداء الدولي، بسبب انحسار المواهب الشابة من فرق الحواري. الدراسات تشير إلى دور هذه الفرق في تطوير المهارات الكروية، حيث كانت تمثل 60% من اللاعبين المحترفين. تراجعها أدى إلى نقص عدد اللاعبين في المنتخبات. التعاون بين المدارس والأندية يعد crucial لتنمية اللاعبين، وقد أظهرت الدراسات زيادة في المشاركة الرياضية عند التعاون. كشف مبكر عن المواهب في سن صغيرة يعزز فرص نجاحهم. وجود عدد كبير من اللاعبين الأجانب يؤثر سلبًا على تطوير المحليين. تقليص عدد الأجانب خطوة هامة لتعزيز مواهب محلية وتحسين أداء المنتخب.
عبدالعزيز النعيم يكتب: استراتيجيات تطوير كرة القدم السعودية لبناء جيل جديد من اللاعبين
في السنوات الأخيرة، شهد المنتخب السعودي تراجعًا ملحوظًا في أدائه على الساحة الدولية، ويعود جزء كبير من ذلك إلى جفاف المواهب الشابة التي كانت تخرج من فرق الحواري في الحارات. كانت هذه الفرق تُعدّ منبعًا حقيقيًا للاعبين الموهوبين، لكن للأسف، بدأت هذه الحواري في الاندثار.
وحسب الدراسات العلمية كانت فرق الحواري تلعب دورًا أساسيًا في تطوير المهارات الكروية لدى الأطفال والشباب. دراسة من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) عام 2016 أظهرت أن فرق الحواري كانت تمثل 60% من اللاعبين المحترفين في بعض البلدان.
أكدت الدراسة أن تراجع هذه الفرق مرتبط بانخفاض عدد اللاعبين في المنتخبات الوطنية، مما يعني أن فقدان هذه الثقافة أثر سلبًا على بروز المواهب.
إضافةً إلى ذلك، دراسة من جامعة هارفارد عام 2018 أشارت إلى أن الأطفال الذين يتعرضون لتجارب رياضية في بيئات غير رسمية، مثل فرق الحواري، يميلون إلى تطوير مهارات اجتماعية ورياضية أفضل مقارنةً بمن لا يحصلون على هذه الفرص.
تعزيز التعاون بين المدارس والأندية
عدم وجود تعاون فعّال بين المدارس والأندية الرياضية يعد من العوامل الرئيسية التي تؤثر سلبًا على تطوير اللاعبين. تقرير صادر عن منظمة اليونيسف عام 2018 أشار إلى أن البرامج التي تربط المدارس بالأندية الرياضية تعزز من تطوير المهارات الرياضية. الدراسة أكدت أن التعاون بين المدارس والأندية يعزز من مشاركة الطلاب في الأنشطة الرياضية، مما يؤدي إلى زيادة عدد اللاعبين المؤهلين للمنتخب.
كذلك دراسة من المعهد الدولي للدراسات الرياضية عام 2019 أظهرت أن المدارس التي تتعاون مع الأندية الرياضية تشهد زيادة بنسبة 30% في مستوى المشاركة الرياضية بين الطلاب.
أهمية الكشف المبكر عن المواهب
فمن الضروري أن يكون هناك نظام للكشف عن المواهب في سن مبكرة، مثل ست سنوات أو سبع سنوات. فحسب دراسة من معهد الرياضة في كندا عام 2019 تناولت أهمية الكشف المبكر عن المواهب، وأظهرت أن الأكاديميات التي تستهدف الأطفال من سن 6-8 سنوات حققت نتائج أفضل في تطوير اللاعبين مقارنةً بالبرامج التي تبدأ في سن أكبر.
دراسة إضافية من جامعة كولومبيا عام 2020 أكدت أن الكشف المبكر عن المواهب يمكن أن يزيد من فرص نجاح اللاعبين المحترفين بنسبة تصل إلى 40%.
تأثير اللاعبين الأجانب على الأندية
وجود عدد كبير من اللاعبين الأجانب في الأندية أصبح يؤثر بشكل كبير على استراتيجيات الأندية، حيث أصبح هم الأندية هو تحقيق البطولات دون النظر الى تقديم نجوم محليين للمنتخب. دراسة من جامعة ليفربول عام 2017 تناولت تأثير اللاعبين الأجانب في الدوري الإنجليزي الممتاز، وأظهرت أن الفرق ذات النسبة الأعلى من اللاعبين الأجانب شهدت انخفاضًا في فرص المشاركة للاعبين المحليين، مما أدى إلى قلة تطويرهم.
أيضًا، دراسة من جامعة برمنغهام عام 2021 أكدت أن الأندية التي تركز على اللاعبين المحليين تحقق نتائج أفضل في البطولات على المدى الطويل.
وإليك اخي القارئ نماذج ناجحة لتقليص عدد اللاعبين الأجانب
الدوري الإسباني (لا ليغا):
في أواخر التسعينيات، قامت إسبانيا بتقليص عدد اللاعبين الأجانب في الدوري، مما ساهم في بروز نجوم محليين مثل تشافي وإنييستا. وهذا أدى إلى تحسين أداء المنتخب الإسباني الذي حقق كأس أوروبا 2012 2008
تعتمد ألمانيا على نظام أكاديميات قوي، حيث يتم تشجيع الأندية على الاستثمار في تطوير اللاعبين المحليين. هذا النظام ساعد المنتخب الألماني على الفوز بكأس العالم 2014.
الدوري الفرنسي (ليغ 1)
فرضت فرنسا قواعد جديدة لتقليص عدد اللاعبين الأجانب، مما ساعد في بروز مواهب محلية مثل كيليان مبابي، وأدى إلى تحسين أداء المنتخب الفرنسي الذي فاز بكأس العالم 2018.
الدوري البرتغالي (بريميرا ليغا):
تم تقليص عدد اللاعبين الأجانب المسموح بهم في الفرق، مما ساهم في تعزيز اللاعبين المحليين وتحسين أداء المنتخب البرتغالي.
اقتراح للتعاون بين الأندية والاتحاد
ماذا لو تنازلت الأندية وتعاونت مع الاتحاد السعودي لمدة خمس سنوات لتقليص عدد اللاعبين الأجانب إلى أقصى حد؟ هذه الخطوة ستتيح للأندية التركيز على إنتاج المواهب ورعايتها، مما سيسهم في تقديمها للمنتخب. بعد أن يتعافى المنتخب ويستعيد قوته، يمكن العودة إلى زيادة عدد اللاعبين الأجانب بالتدريج.
خلاصة
إن معالجة هذه القضايا تتطلب جهدًا جماعيًا من الأندية والمدارس والجهات المعنية. يجب إعادة إحياء ثقافة فرق الحواري، وتعزيز التعاون بين المدارس والأندية، وتطوير نظام للكشف عن المواهب في سن مبكرة. مع تقليص عدد اللاعبين الأجانب، يمكن للأندية أن تركز على تطوير نجوم محليين، مما سيؤدي في النهاية إلى مستقبل مشرق للكرة السعودية.
عبدالعزيز النعيم
@A_K_ALNUAIM