الإيسيسكو تخطط لإطلاق مشروع شامل لإعادة إحياء التراث الثقافي لمدينة حلب السورية

إطلاق مشروع دولي لإحياء التراث الثقافي في حلب: منظمة إيسيسكو تأخذ زمام المبادرة
أعلن الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة المعروفة اختصارًا بإيسيسكو، عن عزم المنظمة عقد مؤتمر دولي بهدف إطلاق مشروع طموح لإحياء التراث المادي وغير المادي لمدينة حلب السورية. جاء هذا الإعلان خلال كلمة مسجلة ألقاها في ورشة عمل أُقيمت في إسطنبول، بعنوان "إحياء مخطوطات حلب".
تهدف المبادرة إلى إعادة تأهيل وتفعيل مكتبة الأوقاف في مدينة حلب، التي تحتوي على مجموعة قيمة من المخطوطات المتعلقة بمجالات عدة، منها التفسير، والحديث، والفقه، والطب، وعلم الفلك. وتشمل خطة العمل ترميم هذه المخطوطات ورقمنتها، مما سيساهم في تعزيز دور المكتبة كمرجع علمي وثقافي. يعد هذا المشروع جزءًا من حملة شاملة تستهدف إصلاح المدارس الوقفية التي تعرضت للأذى في سوريا واستعادة دورها الثقافي في المجتمع.
وأوضح المالك أن كل جهد يبذل في هذا الاتجاه يمثل خطوة جديدة نحو تعزيز الثقافة والتعليم في العالم الإسلامي. كانت مدينة حلب معروفة بتاريخها الغني ومكانتها العلمية العالية التي تعود إلى القرن السابع الهجري، وهكذا تسعى إيسيسكو من خلال هذا المشروع إلى إحياء هذه التقاليد ومساهمتها في النهضة الثقافية للعالم الإسلامي.
عملت إيسيسكو على تطوير برامج متنوعة تعكس التزامها بإحياء الثقافات التاريخية وتعزيز الهوية الإسلامية. من خلال هذا المؤتمر، يخططون لجمع المفكرين والخبراء من مختلف البلدان لمناقشة كيفية إعادة إحياء التراث الثقافي في حلب وتحديد الاستراتيجيات اللازمة لتحقيق هذا الهدف.
يُعتبر التراث الثقافي جزءًا حيويًا من الهوية الوطنية والتاريخية للشعوب. وتواجه الكثير من الدول، وخاصة سورية، تحديات كبيرة في الحفاظ على هذا التراث بسبب النزاعات والفوضى التي تسببت في تدمير الكثير من المعالم الثقافية والتاريخية.
إعادة إحياء المخطوطات القديمة واستعادة المكتبات تعتبر خطوة حاسمة لاستعادة المعرفة والمهارات التي تمثل جزءًا من تاريخ المدينة وثراء ثقافتها. ونحن نعيش في عصر تسود فيه الرقمنة، فإن تحويل هذه المخطوطات إلى صيغة إلكترونية سيتيح الوصول إليها على نطاق أوسع ويساعد في الحفاظ عليها للأجيال القادمة.
إن هذه المبادرة تمثل مثالًا يحتذى به في أهمية التعاون الدولي في المحافظة على التراث الثقافي والبحث عن سبل جديدة لدعمه وتطويره. إن التأكيد على ضرورة الترميم والصيانة يبرز الوعي المتزايد بأن الثقافة ليست مجرد تراث ماضٍ، بل هي حاجة حيوية للمستقبل.
يمكن أن يسهم نجاح هذا المشروع في تحفيز الجهود المشابهة في مناطق أخرى، حيث يمكن أن تُستوحي هذه التجارب من نموذج حلب. من خلال تعزيز التعليم والبحث العلمي، يُمكن أن تُفعل المكتبات والمراكز الثقافية دورها كمراكز إشعاع للمعرفة والإبداع.
في الختام، يعد مشروع إيسيسكو لإحياء التراث في حلب خطوة مشجعة تعكس الرغبة في إعادة بناء المجتمع السوري على أسس ثقافية قوية. إن إحياء تاريخ المدينة الذي طاله التدمير والإهمال يعد طريقًا نحو الاستقرار والتنمية الثقافية المستدامة، ويؤكد أهمية التراث كجزء أساسي من الهوية الإنسانية.