انطلاق أولى رحلات ضيوف الرحمن من بنجلاديش ضمن مبادرة "طريق مكة"
شهد مطار حضرة شاه الدولي في العاصمة دكا اليوم حدثًا بارزًا مع انطلاق أولى رحلات ضيوف الرحمن لعام 1446هـ (2025م) ضمن مبادرة "طريق مكة"، والتي تهدف إلى تسهيل إجراءات سفر الحجاج من البلدان المستفيدة. وقد تم تنظيم هذا الحدث بحضور كل من عبدالعزيز بن فهد البراهيم، القائم بالأعمال بالإنابة في سفارة خادم الحرمين الشريفين، ومعالي الدكتور خالد حسين، مستشار الشؤون الدينية، ومعالي بشير الدين، مستشار وزارة الطيران المدني والسياحة، والسيدة نسرين جهان، وكيل وزارة الطيران المدني والسياحة.
تُعتبر مبادرة "طريق مكة" واحدة من الإنجازات الملحوظة للأمانة السعودية، حيث تم تنفيذها هذا العام في جمهورية بنجلاديش للمرة الخامسة. تمثل هذه المبادرة جزءًا من برنامج خدمة ضيوف الرحمن، الذي يتماشى مع أهداف رؤية المملكة 2030، حيث تسعى المملكة إلى توفير خدمات عالية الجودة للراغبين في أداء مناسك الحج، بدءًا من بلدانهم وصولاً إلى مساكنهم في السعودية، مما يسهل عليهم تأدية مناسك الحج بيسر وسلامة.
تسعى مبادرة "طريق مكة" إلى تقديم مجموعة شاملة من التسهيلات لضيوف الرحمن، حيث يتم استقبالهم في بلدانهم وإنهاء كافة إجراءات السفر بسهولة ويسر. تشمل هذه الإجراءات أخذ البيانات البيومترية وإصدار تأشيرات الحج بشكل إلكتروني، بالإضافة إلى إنهاء إجراءات الجوازات في مطار المغادرة، بعد التحقق من الشروط الصحية اللازمة. كما تتميز هذه المبادرة بترميز وفرز الأمتعة وفق الترتيبات المتبعة للنقل والإقامة في المملكة، حيث تُنقل الأمتعة مباشرة إلى مقار الإقامة في المناطق المقدسة.
يتضمن سير العملية أيضًا توفير مسارات مخصصة لنقل الحجاج من المطار إلى منازلهم، مما يعكس التزام المملكة بتقديم تجارب لا تُنسى لحجاج بيت الله. تشارك عدة جهات حكومية في إنجاح هذه المبادرة، بما في ذلك وزارة الداخلية، والتي تسهم في تنظيم الجهود بالتعاون مع وزارات الخارجية، والصحة، والحج والعمرة، والإعلام، وكذلك الهيئة العامة للطيران المدني. وتعتبر هذه الكيانات جزءًا لا يتجزأ من التعاون لتعزيز التجربة الشاملة للحجاج.
تستمر هذه المبادرة في عامها السابع، مما يعكس التزام المملكة القوي بتقديم الخدمات الأفضل لضيوف الرحمن. وقد تم تطوير المدينة المنورة ومكة المكرمة بشكل مستمر لضمان توفير بيئة مريحة وآمنة للحجاج، حيث يتم التحقق من كافة الإجراءات منذ اللحظة الأولى لوصولهم.
تأتي هذه المبادرة كمثال على مدى حرص المملكة العربية السعودية على تعزيز خدماتها وتحسين تجربة الحجاج، مما يسهم في تحقيق أهدافها الاستراتيجية وتنمية السياحة الدينية. تعد "طريق مكة" تعبيرًا عن الرؤية السعودية الرامية إلى تقديم خدمة متميزة وضمان راحة ضيوف الرحمن، وذلك في إطار التوجه العام للحكومة لتحسين جودة الحياة وتعزيز الهوية الوطنية.
من الواضح أن "طريق مكة" ليست مجرد مبادرة لتسهيل السفر، بل خطوة استراتيجية تضع الحاج في قلب الاهتمام من خلال تسهيل الإجراءات وتوفير تجربة مريحة. ومن خلال هذه المبادرة، تسعى المملكة إلى تعزيز الروابط التاريخية والثقافية مع الدول الإسلامية الأخرى، مما يسهم في الارتقاء بمكانة المملكة كمركز عالمي للحج والعمرة.
