مختصون لـ”اليوم”: دخل المشاهير يعزز “الاستهلاك الشكلي” ويؤثر سلباً على نفسية الشباب

يثير الجدل حول دخل المشاهير والمؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي تساؤلات في الأوساط الشعبية والإعلامية. رأى الأخصائي الاجتماعي جعفر العيد أن اهتمام الجمهور ينبع من ارتباط الثروة بمقاييس النجاح، مما يؤدي إلى فضول الجمهور ومقارنته. وبيّن أن تحليل دخل المشاهير معقد بسبب غياب الشفافية. كما حذّر من أن تضخيم الأرقام قد يؤثر سلبًا على التسويق، ويخلق توقعات غير واقعية لدى الشباب. الأخصائي النفسي فيصل العجيان دعا للموازنة بين النجاح والصحة النفسية، مشددًا على أهمية الأصالة المسؤولة للحد من الضغط النفسي على المؤثرين.
مشاهير يؤثرون على “الاستهلاك المظهري”: تأثير دخلهم على نفسية الشباب
يثير الجدل المتصاعد حول حجم الدخل الذي يجنيه المشاهير والمؤثرون عبر منصات التواصل الاجتماعي تساؤلات واسعة في الأوساط الشعبية والإعلامية، وسط تناثر أرقام فلكية يُقال إنهم يتقاضونها.
وفي محاولة لاستجلاء حقيقة هذا العالم المثير للجدل وتأثيراته المتعددة، استطلعت ”اليوم“ آراء مختصين في علم النفس وعلم الاجتماع، هما الأخصائي الاجتماعي جعفر العيد، والأخصائي النفسي والمدير التنفيذي لمجموعة ”أصدقاء تعزيز الصحة النفسية“، فيصل العجيان.
ملتقى “#ImpaQ“.. المؤثرون الإقليميون والدوليون يتوافدون إلى #المملكة
للمزيد | https://t.co/ZfTz0mRrpQ#ملتقى_صناع_التأثير | #اليوم@ImpaQMakers pic.twitter.com/6ZHRJiCMga
— صحيفة اليوم (@alyaum) December 16, 2024
دخل المشاهير
وأشار إلى أن دخل المشاهير يصبح بذلك مؤشراً على مدى نجاحهم وتأثيرهم، ما يثير فضول الجمهور ويدفعه للمقارنة أو حتى الطموح.
قيمة العقود الإعلانية
فيما يخص مصداقية الأرقام المتداولة حول دخل المشاهير، بيّن “العيد” أن تحليلها عملية معقدة، رغم إمكانية الاستناد إلى مؤشرات مثل قيمة العقود الإعلانية المعلنة، وحجم المشاريع التجارية التي يمتلكونها أو يشاركون فيها، ومعدلات التفاعل والمشاهدة على منصاتهم.
وأكد وجود تحديات منهجية كبيرة في هذا النوع من البحوث، أبرزها غياب الشفافية الكاملة من قبل العديد من المشاهير الذين لا يفصحون عن دخلهم الحقيقي بشكل دقيق.
بما في ذلك #الذكاء_الاصطناعي والوسائط التفاعلية والمنصات الناشئة.. “#ملتقى_صناع_التأثير” يبحث المرحلة التالية من وسائل التواصل الاجتماعي
للمزيد | https://t.co/3no3U37U5d#اليوم#ImpaQ@CGCSaudi pic.twitter.com/Bi6JPm2tUR
— صحيفة اليوم (@alyaum) October 31, 2024
الاقتصاد الرقمي
وشدد على أن الوصول لبيانات مالية دقيقة وموثقة يتطلب جهداً استقصائياً كبيراً، وغالباً ما تصطدم هذه الجهود بجدار الخصوصية أو السرية التجارية.
آثار اقتصادية واجتماعية
وحول تداعيات الظاهرة، حذر “العيد” من أن تضخيم دخل المشاهير له آثار اقتصادية واجتماعية لا يمكن تجاهلها، مشيرًا إلى أن هذا التضخيم قد يؤدي إلى تشويه في قطاع الإعلان والتسويق، حيث قد تدفع الشركات مبالغ طائلة لمشاهير بناءً على أرقام دخل متضخمة، ما قد لا يعكس بالضرورة قدرتهم الحقيقية على التأثير في سلوك المستهلك، وهو ما قد يؤدي بدوره إلى ارتفاع تكاليف التسويق التي يتحملها المستهلك في نهاية المطاف.
تسيطر على أفكارهم.. وسائل التواصل الاجتماعي تهدد المراهقين بمشاكل عقلية #اليوم pic.twitter.com/tqY8bp1BZc
— صحيفة اليوم (@alyaum) February 4, 2024
قوانين ومعايير محددة
وأكد أن الجانب الأخلاقي لا يقل أهمية، ويتعلق بمسؤولية المشاهير تجاه جمهورهم. لافتًا إلى أن المسؤولية تقع على عاتق وسائل الإعلام المختلفة في تحري الدقة والمصداقية، وعدم الانسياق وراء الإثارة على حساب الحقيقة.
تنمية التفكير النقدي
ويرى “العيد”، الحاجة إلى دراسات تركز على العلاقة بين الدخل المعلن للمشاهير وبين سلوكيات الادخار والاستثمار لدى الشباب، وبحث الآثار النفسية طويلة الأمد للمقارنة الاجتماعية المستمرة.
الأعباء النفسية
مخاطر الاحتراق النفسي
وشدد العجيان على أهمية أن يدرك المؤثرون ضرورة العناية بصحتهم النفسية أولاً، ووضع حدود واضحة بين حياتهم الخاصة والمحتوى الذي يقدمونه للجمهور.
الآثار السلبية
واعتبر أن هذا النهج لا يساهم فقط في تخفيف الضغط على المؤثر، بل يقدم أيضاً نموذجاً أكثر صحية للمتابعين، ويقلل من الآثار السلبية للمقارنات الاجتماعية غير العادلة التي قد تؤثر على تقدير الذات لدى الجمهور، خاصة فئة الشباب والمراهقين.