Extra

زواج الأقارب في مصر القديمة: بين العقائد والوقائع التاريخية

في ماضي مصر القديمة، كان هناك اعتقاد شائع يشير إلى أن ملوك هذه الحضارة كانوا يتزوجون من شقيقاتهم وأحيانًا من بنات القصور، بهدف الحفاظ على خصوصية الدم الملكي. وبالرغم من وجود دراسات تاريخية تدعم هذا الاعتقاد، إلا أن بعض التفاصيل تثير شكوكًا.

في الحقيقة، كانت زيجات الأشقاء داخل أسرة العائلة المالكة وحتى بين الأشخاص العاديين في مصر القديمة ليست ظاهرة منتشرة في جميع الفترات الزمنية التي عرفتها الحضارة المصرية.

تتباين حقيقة هذه الممارسة من فترة لأخرى ومن فرعون إلى آخر، بل وتشمل حتى الأفراد العاديين الذين عاشوا خلال تلك الحقب. إذ لم تكن زيجات الأشقاء تشمل جميع مراحل التطور الزمني التي مرت بها مصر.

تعكس زيجات الأشقاء داخل العائلة المالكة في تلك الحقبة معتقدات دينية، وليس فقط اهتمامًا بالأمور الدنيوية. قد تجد بعض ملوك مصر القديمة يتزوجون من بناتهم، مثلما حدث مع رمسيس الثاني الذي تزوج من ابنته ميريت آمون.

كان زواج الأشقاء في بعض الأحيان يرتبط بمحاكاة لأسطورة أوزوريس وإيزيس، الإلهان المصريان اللذان كانا أشقاءً وزوجين. وقد تكون هذه المحاكاة هي سبب انتشار هذه الممارسة بين أفراد العائلة المالكة.

لا يمكن نسبة ظاهرة زواج الأشقاء إلى كل الفترات والحضارات المصرية، وقد تكمن أسبابها في تفاصيل معينة لكل حقبة تاريخية. قد تكون الأسباب الدينية وراء بعض هذه الزيجات، حيث تحاكي بعض الزيجات الشقيقة زواج الآلهة أوزوريس وإيزيس. كما يشير البعض إلى أن هذه الممارسة ربما كانت وسيلة لتجنب تجزئة الممتلكات والثروات بشكل كبير بعد وفاة الأباء والأمهات.

الدراسات الحديثة تقترح أن زواج الأشقاء كان ممارسة ليست مشهورة خارج العائلات المالكة، وقد تصبح الترجمة الدقيقة لبعض المصطلحات صعبة نظرًا للتغييرات في استخدامها عبر العصور المصرية المختلفة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى